بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 مارس 2013

سيد امحمد امباجد مؤسس قصر البركة



العلم الطالب سيد امحمد امباجد : الذي يرتبط به تاريخنا بشكل وثيق من خلال تأسيسه لمدينة قصر البركة لنبدأ حضارة جميلة قدمت ولاتزال لله الحمد :
تأسست قصر البركة سنة 1697م في القرن (17) أي منذ ما يناهز ثلاثة قرون مضت على يد مؤسسها الطالب سيد امحمد ولد باجد، الذي يعتبر أحد أعلام هذا الوطن لما عرف عنه من صلاح وكرامة وما ترك يستأثر به من علوم ومعارف.
هو الطالب سيد امحمد بن باجد ولد سيد الامين ولد سيد حبيب الله ولد سيد محمد الكنتي الصغير نزيل فركش ولد الشيخ سيد أحمد البكاي الولاتي ولد الشيخ سيد امحمد الكنتي الكبير نزيل فصك ذو النسب المتصل بعقبة بن نافع الفهري، أما لقبه الطالب فهو طالب علم وتعني الشيخ أي (الأستاذ) درس عليه الكثير من التلاميذ الذين جاءوا معه من ولاته خصيصا لتلقي علوم الفقه والقرآن، داخل المدرسة السنية التي سميت على روادها (أهل لكصر) كما يطلق أيضا هذا الاسم على جميع أبناء هذا الشيخ المؤسس، المتفرعين منه كابنيه الامين وأبناؤه عبدي، محمد الصغير، وأحمد بدّ، وأحمد لأبناءه عبدي وامحمد وغيرهم. والمصادر التي تقول بقدومه تذكر أنه حل بلكصر قادما من وادان المدينة التاريخية تلبية لدعوة والده باجد ولد سيد الامين الذي أمره بالذهاب إلى حيث تكل الإبل ويستريح من السير حداتها حتى يحط حزام رحله (..) وكان ذلك عند بلوغه مكانا يدعى آتيلة الزريدة فجاء حاملا معه أسرته وبعض من تلاميذه.
لكصر.. سبب التسمية
كان لكصر قبل هذا الاسم يعرف بعدة أسماء من بينها (احسيْ البارودْ، وقصر ويْلة) وهو الاسم الأصلي الذي اكتشف عليه قبل (الفتح) وقد أطلقه عليه الأفارقة الزنوج آنذاك،ثم سماه المؤسس حين قدومه باسم قصر البركة تيمما منه بطلب العلا والفألالحسن، وسنلاحظ دور هذا التحسين اللفظي للأسماء التي كانت تعني أعلاما بذاتها وأصبحت شيئا من الازدهار والرقي الحضاري في مجال التقري الذي أراده الفاتح لترسيخ أواصر الحضارة الإسلامية والثقافة العربية.
كان التحسين اللفظي لبعض الأسماء الخشنة عبارة عن ترميم فسيفسائي أو مسحي حضاري للطابع الإسلامي العتيق لا مسخ لها، انطلافا من بناء المساجد فالمحاظر.. الخ..
حيث عرفت نشأة المدارس مع بكارة هذه المدينة أو القلعة الحضارية ومثال الأسماء التي(حسنت) في عين المكان نجد بعض التسمي مثل كانت كيره التي تعني موقع اكنيكيره الشهير، وتشيليت انكبو التي أصبحت (كبوٌُ)، وإحسي البارود الاسم الأول لقصر البركة.
قام الطالب حين قدومه إلى القصر ببناء المسجد الذي بناه طبق الأصل في تصميم هندسة مسجد وادان، لكن معظم آثاره تهدمت واندثرت بعامل الردم، بيد أن آثاره لا تزال قائمة يمكن مشاهدتها حين زيارة المسجد والآثار القديمة المحيطة به، التي كان الطالب قد بناها حول المسجد وهي حوالي 1047 منزل ساعدته في عملية الهندسة والمعمار هذه التي قام بها أسر من الوافدين معه من بينهم أسرة أهل (أوكال) وغيرهم، الذين أقاموا بناء الجانب الشرقي من المدينة آنذاك.. هذا وعندما توفي الطالب تولى خلافته أحد أبناءه والأرجح أنه أحمد سنة 1837م فقام ببعض الرتوش على المسجد والترميم حول المدينة… حيث قام بتوسيع دائرة المسجد الذي كان عبارة عن(21) ذراعا مربعا إلى (100) ذراع واكتفى ببناء المنازل وزاد عدد الدور بعد بناءه لمنزله الذي يقع بجانب المسجد وشيد بعض المنازل الأخرى، وتنسب في عملية استشارته في الترميم والزيادة هذه قصة أبيات طريفة يذكر أنها للشيخ أحمد ولد آدبه وهي:
أباني قصر البركه شيده وابنه وبلغ تحايانا إلى القصر وأبنه
فذا العالم العلوي راض بناءه وذا العالم السفلي جنة عدنـه
وتطورت هذه المدينة بسرعة نتيجة للنقل والتجارة، وقد ساعدها اقتصاديا على هذا النمو وجودها ببعض الجيوب الجغرافية الغنية حيث يوجد بها الواد الابيض الذي يمتلئ بمياه الأمطار في فصل الخريف وكذلك خزان كبو الزراعي، إضافة إلى موقعها السياحي الذي يضف إليها بهاء لا بأس به وكذلك توجد بها مواقع هامة أخرى مثل خزان كانكارا للحبوب الذي يرجع تاريخه إلى أبعد من 2000 سنة، وحوض مطماطا الذي يوجد به عدد كبير من التماسيح البحرية يعيشون منذ آلاف السنين في مياه الأمطار المنثالة من قمم جبال تكانت الشاهقة، وسهول وظراب أوضاة تامورت النعاج خاصة.
واليوم هذه قصر البركة التي لا تزال ماثلة منذ حقب مضت بميتها وحيها وبألوان قصصها ونسج خيال معالمها، مضت بكامل العادات والتقاليد.. لتبقى بالعزم شاهدة على عصرها الفريد بجماله، مدينة آثار بحجرها ومدرها الثمين.. مبررة بذلك بما يتسم عن مصدر الإيمان وقوته صنع الله الذي أتقن كل شيء لتبقى بآثارها محفورة في صميم التاريخ، وقلعة حضارية لا تزال شامخة المعالم بارزة الوجنات، ورمزا للمامنعة والتحدي، والثبات بين الجبال الحصينة والعصية على ولوج المستعمر غداة دخوله البلاد محاولا دك حصون تكانت واجتياح جبالها آنذاك.
فتعالوا بنا نستنطق صفائح جدرانها المرصعة بالحجارة الصماء وطينها اللازب الأحمر والأصفر
                                       السياحة العربية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تضمين الرسالة أدناه

وصلى الله على الهادى الأمين