بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 يناير 2016

ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ " ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ "

ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ " ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ "
ﺗﻤﻬﻴﺪ :
ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺯﺭﻭﻕ ﺍﻷﺻﻮﻟﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻷﺩﻳﺐ، ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺗﻜﺎﻧﺖ ﺳﻨﺔ 1968 ،ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻛﻨﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﻟﻔﻬﺮﻱ، ﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﺑﻴﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ .
ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ :
ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺣﺒﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﺎﻧﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻭﺇﻧﺸﺎﺩﺍ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ .. ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻛﻠﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻣﺘﻔﻮﻗﺎ ﺳﻨﺔ 1985 ،ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺣﻴﺚ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ / ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺗﺎﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻫﻮ – ﺇﺫ ﺫﺍﻙ - ﻗﺒﻠﺔ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ، ﻳﺪﺭِّﺱ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺟﻼﺀ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻇﺮ ﻭﻣﺘﻘﻨﻲ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣﻘﺒﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻔﻴﺪ ﻭﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ، ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻣﺘﻔﻮﻕ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﺭُﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﻥ ﻛﻤﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺃﻟﻔﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺃﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻳﺔ ... ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻭﻣﻄﺎﻟﻌﺎ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻪ ﻭﺩﺭﻭﺳﻪ ﻭﺃﺑﺤﺎﺛﻪ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺳﻨﺔ 1991 ﻭﺍﺻﻞ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻱ ﻣﺪﺭﺳﺎ ﻭﻣﺮﺑﻴﺎ ﻭﻣﺤﺎﺿﺮﺍ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺆﺳﺲ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ " ﻣﻌﻬﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ " ﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻔﺮﻋﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﺗﺪﺭﻳﺴﺎ ﻗﺒﻞ ﺇﻏﻼﻗﻪ .
ﻛﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺎ ﻭﻣﺴﺌﻮﻻ ﻟﻺﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺇﻏﻼﻗﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ ﺃﺟﻬﺰﺓ " ﺍﻷﻣﻦ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ .1994
ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻘﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﺟﻬﺰﺓ " ﺍﻷﻣﻦ " ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻔﻘﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺳﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﺍﻷﺑﺎﻃﻴﻞ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻄﻞ ﺗﻢ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺔ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺣﻴﺚ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻹﺗﻤﺎﻡ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻛﻤﺎ ﻣﻮﺭﺳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺻﻞ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻣﺮﺷﺪﺍ ﻭﻣﺮﺑﻴﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ..
ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1996 ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .
ﺛﻢ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺤﺴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺩﺑﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻛﻤﺎ ﺳﺠﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺟﻬﺰﺓ " ﺍﻷﻣﻦ " ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺍﻋﺘﻘﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 2005 ﻭﺃﻟﻘﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ .
ﺷﻴﻮﺧﻪ :
ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﺤﻘﻘﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﺭﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﺭَّﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ .
ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ :
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺤﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺠﻜﻨﻲ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﻲ ﺍﻟﻴﺪﺍﻟﻲ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﻐﻼﻭﻱ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﺍﻩ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﻲ – ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻼﻭﻱ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻹﺟﻴﺠﺒﻲ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻓﺎﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﻲ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻮﻣﻲ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﺑﻦ ﺍﺟﺪﻭﺩ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻷﺑﻴﺮﻱ -ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺪﻭﺩ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ –
ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺪﺩﻭ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ - .
ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺃﺑﺮﺯ ﺷﻴﻮﺧﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮ ..
ﻣﻤﻴﺰﺍﺗﻪ :
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻣﺆﺛﺮ، ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﺧﻠﻮﻕ، ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﻈﻞ ، ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺠﺬﺍﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻳﺠﺪ ﺭﺍﺣﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ، ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺠﺎﻟﺴﻪ ﺇﻻ ﻭﺍﺳﺘﻔﺪﺕ ﻣﻨﻪ ،ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ، ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ، ﻭﻗﺪ ﺟﺴﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ " : ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺨﺎﺻﻢ ﻻﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ " .
ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ :
ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻭﻧﻮﺍﺩﻳﻬﺎ ﻣﺪﺭﺳﺎ ﻭﻣﺤﺎﺿﺮﺍ ﻭﻣﺮﺑﻴﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺩﺭﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺷﻐﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ – ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ - ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﺎﻟﺠﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ..
ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ :
" ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺪﺭﺭ ﻧﻈﻢ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ " ﻭﻗﺪ ﻧﻈﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﻦ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻴﻪ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻭﻧﻜﺘﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﺡ ﻣﻔﻴﺪ .
ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻠﻤﻪ .
ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺍﻟﻄﺎﺭﺩ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ .
ﻧﻈﻢ ﻭﺍﺑﻞ ﺍﻟﺴﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﺪﺟﻴﻞ .
ﺑﺤﺚ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : " ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ "
ﺑﺤﺚ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : " ﺃﺛﺮ ﻇﺎﻫﺮﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺟﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ " ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ .
ﺑﺤﺚ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ": ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻏﺰﻭﺓ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ " .
ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻵﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﺤﺎﺛﻪ ﻭﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺷﺬﺭﺍﺕ ﺷﻨﻘﻴﻄﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
www.chadarat.com
ﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ِﻭﺃﻣﺎ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻭﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﺠﺰﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻼ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﺠﻤﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺮﻳﺒﺎ .
ﻓﺎﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﻻ ﻋﺠﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ ﺍﻟﻨﺜﺮﻳﺔ ﻭﺃﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﺎﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﻭﻋﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ..
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻭﻳﺮﻋﺎﻩ ﻭﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺒﻘﻴﻪ ﺫﺧﺮﺍ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺩﺭﻋﺎ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺣﻤﺎﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ،ﻧﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺾ ﺣﻘﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ – ﻻ ﻛﻠﻪ - ﻭﻗﺪ ﻏﻴﺒﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺣﻴﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻭﺟﻬﻮﺩﻩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ..
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﺃﻋﻼﻣﻬﺎ ﻭﺣﻤﻠﺔ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻭﺭﺛﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺳﺎﺋﺮﻭﻥ ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ – ﻧﺤﺴﺒﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺣﺴﻴﺒﻪ ﻭﻻ ﻧﺰﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍ - ﻓﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﺮﻩ ﻭﻓﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ.
نقلا عن موقع ملتقى أهل الحديث

@@

بقلم أمينة عمار

تاهت حروفي وتسمرت كلماتي وامتزج بوحي بطعم الفرح وانا أسطر بحبري هذه السطور عن الداعية والعالم والأديب:محمد ولد زاروق الملقب"الشاعر"،الذي كرس وقته وسخر علمه وبذل جهده من أجل خدمة الدين ونشر الدعوة وتدريس العلم..،وقد رزق الله شيخنا حفظه الله علما واسعا وذكاء متقدا وإيماناً عميقا وبديهية حاضرة...
برع الشاعر في معرفة العلوم الشرعية وبزغ نجمه في إتقان علم التفسير والحديث..واجاد وأفاد في علم الأصول حتى قيل أنه أعلم أهل شنقيط بالأصول،أما اللغة والأدب والشعر فذاك بحره الذي يجيد الغوص فيه وتتقاصر همم اساطين لغة الضاد عن مجاراته.
إن الحديث عن قامة علمية مرموقة مثل الشاعر تحتاج إلى مجلدات ويقصر المقام هنا عن حصرها،كما تحتاج إلى قلم من العيار الثقيل يفي شيخي بعض حقه علينا.
عرف عن شيخنا من الورع والزهد والادبار عن عن متاع الدنيا والإقبال على الآخرة مايكاد ينعدم في عصر المغريات ...رفض الشاعر عدة وظائف من بينها وظيفة الإفتاء في الكويت عن طريق النت ورفضها لأن طريقة الإفتاء عن بعد كانت تثير عدم الاطمئنان في نفسه،فقد آثر بساطة العيش في قريته العلمية"بئر الخير"حيث يدرس العلم مع رفيق دربه الشيخ المحدث النووي حفظه الله.
سأل الشاعر يوماً لماذا لاتكون مثل العالم الفولاني الذي أنعم الله عليه بالعلم والمال والشهرة فأجاب الشاعر بقلب نقي طاهر من ادران أمراض القلوب من حسد وشحناء وغيبة وغيرة..حيث أجاب بقوله:"والله إنه لينفق في مواطن الإنفاق"
سأل يوماً عن احب الأشياء إليه فقال:" احب الأشياء إلى أن اجلس على حصير أدرس الطلبة...واحتسى كاسات من الشاي".
عرف عن الشيخ انه مجاب الدعوة كثير البركة
وقد شاء الله أن يشفي على يديه الكثير من المرضى من بينهم من أصيب بمرض السرطان وكذلك العديد من الأمراض النفسية المستعصية والتي شفي أصحابها تماماً بقدرة الله تعالى وبفضل القران الذي يتلوه عليهم ،حيث يقوم بعمل الرقية الشرعية للمرضى الذين يبحثون عن الرقية الشرعية الصحيحة.
يمتاز الشاعر عن الكثيرين بلغته السلسة وأسلوبه الأخاذ الذي يأسر القلب ويفتح أبواب العقل أمام فيض معرفي لاينضب.
من أكثر الأمور التي تميز الشاعر قدرته الفائقة على التوصيل فكلما استعصت نازلة على الطلاب هرعوا إلى الشارع ففهمهم إياها وكأنها لم تستعصي يوما "واي"في بئر الخير شاهدة على ذلك كما يعتبر الشاعر من أفضل الأساتذة في المنهجية.
لم يعرفه أحد إلى وأثنى عليه لطيب نفسه وسمو اخلاقة وغزارة علمه.
عندما قدم الى المغرب لنقاش أطروحة الدكتوراه امتدحه الأساتذة بقولة أصبحت مشهورة عند الطلبة في المغرب حيث قالوا له:"لقد اتيتنا عالماً من بلاد شنقيط".
يغص في نفسي وفي نفوس كل الطلاب في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية أننا حرمنا من عطاء أكثر الأساتذة تميزا وأكثرهم كفاءة واعلمهم بالحديث والأصول...واسرعهم توصيلا وافضلهم منهجاً...
اهداني حفظه الله العديد من الكتب من بينها كتاب التمهيد لابن عبد البر بكل أجزائه ،كما شجعني على عدم التراجع عن موضوع رسالتي الذي كنت مترددة بشأنه،فجزاه الله خيرا ومد في عمره.
وأشكر الأخ دمبره لأنه كان سباقا في التعريف بهذا العالم الكبير والشخصية الفذة.
وصلى الله على الهادى الأمين