الأحد، 12 يناير 2014
صلوات القوافي للشاعر الكبير آدى ولد آدب
صلوات القوافي،قصيدة قلتها في المديح النبوي، الذي ينزعج البعض حين أقول إنه غرض روحي بحتاج إلى ثورة تجديدية، لأن التقليد النمطي كاد بقتله، والصورة المرافقة التقطت حين ألقيتها في أمسية نظمتها "جميعة الفتاة" في أواخريناير الماضي بدار الشباب القديمة في انواكشوط
صلوات القوافي
لبَّـيْكَ.. داعِي الهُـدَى..لبَّيْكَ..هـا قَلَمِي
تَكـادُ تُورقُ.. فِــ أحْشـــــــائِهِ.. كَلِمِي
وَيَزْدَهِي الشِّعْرُ.. مِلْءَ الرُّوحِ .. مُنْبَجِسًا
بِالحُبِّ..مِلْءَ دَمِي.. بِالسِّحْر مِلْءَ فَمِي
صَلَّتْ عَلَيْكَ القَــوَافِي .. أنْتَ مَعْبـَــدُهَا
مَنْ زَفَّهَـا لَكَ .. سَـــاقَ الهَدْيِ.. لِلْحَرَمِ
لِمَنْ - سِـــوَاكَ- يَنِزُّ المَدْحُ.. مِنْ كَبِــدِي
وَيَصْطَفِي نَـايُ رُوحِي.. أعْذَبَ النَّــغَمِ؟
وَتَصْعَدُ الكَلِـمَــاتُ.. الغُرُّ.. مُخْبِــــــــتَةً
كَيْمَا تُنَـاجِـيكَ ..طَهَ.. فِي المَدَى الحَرَمِ؟
فَفِيكَ .. يَرْقَى مَجَـازُ الشِّعْر.. ألْفَ سَمَا
وَسِدْرَةُ المُنْتَهَى.. فِي الوَصْفِ..لَمْ تُرَمِ
عُـذْرًا.. فَمَا البُلغــاءُ.. اللُّسْنُ.. بَــــالِغَةً
أمْـــداحُهُمْ فِيكَ .. طَهَ .. أخْمَصَ القَدَمِ
فَأنْتَ.. يَاسِينُ .. سِرُّ الحَرْفِ.. مُلْهـمُــهُ
فُقْتَ المَــدَى.. قَسَمًا بالنُّــــوُن..وَالقَلَمِ
أُوتِيتَ.. سِحْرَ بَيَــــان العُرْبِ.. مُعْجِــزَةً
خَرَّتْ.. سُجُــودًا.. لَدَيْـهَـــا.. أبْلَغُ الأُمَمِ
اقْرَأْ.. حُرُوفٌ.. صَدَاهَا .. هـَزَّ أفْئِـــــــدَةً
غُلْـفًا.. وَأسْمَعَ مَـنْ قَـدْ كَــانَ ذا صَمَمِ
اقْرَأْ .. حُرُوفٌ .. بِـرَوْح اللهِ .. نَـــــافِـحَـةً
تَـنْـثَـالُ.. بَيْنَ السَّمَــا وَالأرْض.. بِالنِّعَمِ
اقْرَأْ.. سَمَتْ بِالـدُّنَـا.. عَنْ جَـاهِلِـيَّتِـهـا
فاخْضَوْضَرَ الرَّمْلُ .. عِلْمًا ..زاخِـرَ الحِكَمِ
إنـِّي لأَسْمَعُ .. خَلْفَ الغَيْبِ..حَشْرَجَةَ الـ
أَرْض اليَبَابِ .. تُنَاجـِــــي مَشْرقَ الحُلُمِ:
غَوْثَ الوُجُودِ .. بَشَـارَاتِ السَّما .. أمَـلَ الــ
كوْنَيْنِ .. بَعْثُكَ .. بَعْثُ الرُّوح .. فِي الرِّمَمِ
إدّارَكْ الرَّمَقِ المَخْنُــــــــــــــوقَ..مُدَّ يَدًا
فُلْكُ الدُّنَــا.. جَمَحَتْ.. فِــي غَمْرَةِ العَدَمِ
فَجِئْتَ.. نَفْحَةَ رُحْمَـــــى.. وَالمَدَى لَهَفٌ
هَبَّتْ رُخـاءً.. دَبِـــيبَ البُرْءِ.. فِـي السَّقَمِ
هَبَّتْ .. عَلى كَبِدِ الصَّحْــــرَاءِ .. مُضْطَرمًا
فَأثْلَجَتْ مـَــابِــــــذاتِ الصَّدْرِ .. مِـنْ ضَرَمِ
إذْ جِئْتَ.. بِالمِلَّةِ السَّمْحَــــاءِ.. نَــــاشِرَةً
رُوحَ السَّـلامِ .. لِبَـاغِي السِّلْمِ .. وَالذِّمَـمِ
فأشْرَقَتْ مِلَّةَ التَّـوْحِــــــيدِ .. بَــــــــازِغَةً
لله .. كَمْ صَنَمٍ .. يَهْـــوِي .. عَلـــى صَنَمِ!
يانـاشِرَ الحُبِّ .. دِيـنًا .. والهُـــدَى .. سَنَنًا
بُــــوركْتَ .. يـا هـــادِيًا .. لِلعُرْبِ .. وَالعَجَمِ!
الأرْضُ ظمْأى .. إلى التَّحْـــــرير مِنْ جَنَفٍ
يَـا بـَـــاسِطَ العَدْلِ ..لِلأسْيَــــادِ .. وَالخَدَمِ!
النَّـــاسُ .. ذَرَّاتُ هَـــذا الرَّمْلِ .. مَعْـدِنُـهُمْ
قَدْ جِئْتَ .. تَفْـرقُ .. بَيْنَ الشَّحْم.. والوَرَمِ
فَمَنْ تَشَبَّعَ بالتَّقْـــــــوَى..فَطِــــــــــينَتُهُ
بالــرُّوح .. تَرْقَـــى سَمَاءَ الطُّهْر .. وَالكَرَمِ
وَمَنْ طغَى الرَّمْلُ .. فِي تكْـويـــن جَوْهَرهِ
أهْـــــوَى بـِهِ .. دَرَكًـا .. فـِي هُـوَّةِ الظُّلَمِ
خُـلاصَةَ الرُّسْلِ .. يـــامَكْــــــنُون سِرِّهِمُ
طُــوُبَى .. لنَـا .. كُنْتَ - حَقًّا- خَيْرَ مُخْـتَتمِ!
لَكِنَّنَـا ..بَعْـدَكْ ..العَسْفُ اسْتَبَدَّ بِــــــــــنَا
فَانْفُثْ صَـــــلاتَكَ .. فِي الأرْوَاح .. وَالهِمَمِ
بَارِكْ عَلى الثوْرَةِ الخَضْــــــرَاء .. مَلْحَمَةِ الـ
تغْيـِـير.. يــاقــائدَ التحْريـــــرِ .. فِي القِدَمِ
رَفْرِفْ .. بِرُوحِكَ..حَتَّى نَسْتَبِـــــــينَ هُدًى
مَـنْ ضَلَّ .. عَنْ نَهْجِكَ المُبْيَضِّ ..فَهْـوَ عَمِ
تَبَّتْ يَدٌ ..حَــاوَلَتْ تَشْـــــويـهَ صُـــورَةِ مَنْ
أضْفَى عَلى الأرْض ..أبْهَــــى صُورَةِ القِيَمِ!
طـهَ ..فـِـداكَ أبِــي ..أُمِّــي .. وَمُلْكُ يَـــدِي
فِـداكَ حَـرْفِـي..دَمِـي- حُبًّا- وَقَـلَّ دَمِــي
أدي ولد آدب
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)