الدرس الثاني من شرح اسهل المسالك الشيخ أبايه محمد محمود

 

الدرس الاول من شرح اسهل المسالك

 

أبناء شنقيط سر الله

 

هُمُ الذين بِعَيْنِ الشمس.. كمْ رحَلـوا

ومن سَرَاب الصحاري-في الظما- ثَمِلوا

وما اسْتَظَـلُّوا بغيْر العِزّ من رَمَضٍ

وغيْرَ آمـــــال أهل العزْم.. ما انْتَعَـلوا

آخَى "الكِتَابُ الرِّكَابَ"، "العَادِياتُ" هنا

ضبْحا.. فــوَارسُها أقْـــلامُـها الأَسَلُ

هنا "الرِّبَاطُ".. تراتـــــيلٌ.. مَآذِنُـه

وحَمْحَمَــــاتُ خُيــــــولِ الله تَصَّهِلُ

أبْناءُ شِنْـقـــيطَ.. سِرُّ الله.. لمْ يَزَلُوا

مَعْ سَيْبَةِ الرَّمْلِ.. فوْضَــــــاهُمْ لَهَـا مُثُلُ

تَأَبَّطُـوا أسْطُرَ الألْــواحِ، فانْسَرَبَتْ

مِلْءَ الصُّــــدُورِ.. مَعَ الأَرْوَاحِ.. تَـنْـفَعِلُ

يَبْيَضُّ مُسْوَدُّهَا المَغْسُولُ فِي دَمِهِمْ

نُورًا.. ولا يَمَّحِي -في الرُّوحِ- مـا غَسَلُوا

سُبْحَانَ مَنْ أَوْرَقَ الألْـــواحَ مَكْتَبَةً

مَهْـــــمَا جَــــــــرَى مَدَدُ الأقْــــلَامِ يَنْهَمِلُ

عُـــودٌ يَخُطُّ عَلى عُـــودٍ.. فيُورِقُهُ

وفي الدُّجَـى ثـــالِثُ العُــــــــودَيْنِ يَشْتَعِلُ

ها أبْحُرُ العِلْمِ في "بَحْرِ الرِّمَال" جَرَتْ

"والذارِيَاتُ" ذرَتْ جَهْلَ الأُلى جَهِلوا

والذاكِــراتُ خِــزَانَاتُ العُلُـــومِ هُنَا

فالشَّــيْخُ مَكْــــتَــبَةٌ.. لكِـنَّهـــــــــا رَجُـلُ

وكُلَّمَا ازْدَحَمَ الطُّـلَّابُ، قَــــالَ لهمْ:

"مَشُّوا" النصوصَ، فتَهْمِي الكُتْبُ تُرْتَجَلُ

شادوا على صفَحاتِ الرَّمْلِ مُعْجِزَةً

الجـــــامِــــــعَاتُ- بظَعْنِ البَدْوِ- تَرْتَحِلُ

تَعَوَّذَ الرَّمْلُ بِالقـــــــرْآن، فانْعَرَبَتْ

مَعَــاجِمُ الأرْضِ.. واحْلَوْلَتْ بها الجُمَلُ

حتَّى مَزامِيرُ وَفْدِ الرِّيـــحِ مِنْ سُوَرٍ

ومِنْ قَــــوَافٍ.. سَرَتْ تُحْدَى بها الإبِلُ

كأنَّمَا "اقْرَأْ".. بهذا الرمْل قدْ نزلتْ

وجَاهِلِـيُّــو بنِي الأشْعَــــــار.. قدْ نَزَلُوا

تَفَـــاعَلَتْ "سُورَةُ الأحْقافِ"- مُلْهِمَةً-

و"سُـورَةُ الشُّعَـــــرَاءِ".. قُدِّسَ الزَّجَلُ

فَكُلُّ حِقْفٍ تُصَلِّي الهَسْهَـسَــاتُ.. بِهِ

وكُــــــــلُّ وادٍ بِذِكْـــــر الله مُنْــــشَغِلُ

وكُلَّ نادٍ "عُكَاظ"، "ذُو المَجَازِ" ومِنْ

وِدْيَانُ عَبْقَرَ فــــاضَ السَّهْلُ وَالجَبَلُ

هذا يُغَنِّي: "قِفَا نَبْكِ" الطُّلَـــولَ.. وَذَا:

"وَدِّعْ هُـرَيْــرَةَ إِنَّ الرَّكْبَ مُـــرْتَحِلُ"

يَا أيُّها الرُّحّلُ.. البَاغُـــــــونَ مُنْتَجَعًا

بَيْنَ الغُيُومِ.. انْظُرُوا: مَا تفْعلُ الدُّول!

ها مُنْجَزُ السَّيْبَةِ المُثْـــــلَى غَدَا طَللا

أيْن النظامُ؟ قِفُوا.. وابْكُوا.. أنا الطَّلَلُ

أدي ولد آدب:1-4-2023