محمد ول البح قاضي قضاة كصر البركه

محمد ول البح
قاضي قضاة كصر البركه
تأسيا بسيرة سلفنا الصالح ومناقبهم العطرة وابرازا لتراث قبيلة كنته الثر وما يزخر به تاريخها من اعلام طاولت هاماتهم رؤوس الجبال وبلغت شهرتهم عنان السماء .
نعرض اليوم ضمن هذه السلسلة لشخصية علمية كبيرة وعلم من اعلام القضاء عز لها نظير في المنطقة بل وفي القطر كله نظرا لما تميز به تاريخ بلدنا قديما من ندرة القضاة .
اذ من المعلوم عدم شيوعهم في الوسط البدوي . ونحن قوم اهل بدو تعد الحواضر عندنا امرا استثنائيا بل تكاد المدن القديمة في هذا المنتبذ القصي لا تعد الا علي اصابع اليد الواحدة .
انه القطب الاعظم والبحر القطمطم . خاتمة السلف وعين اعيان الخلف محمد ول البح قاضي قضاة كصر البركه وما جاورها من النواحي والبقاع .
تقع مدينة كصر البركة الي الشمال من كبو بكاف معقودة وعند ملتقي وادي لمريفك والواد لبيظ وبين يدي ملتقي الرمال المتلألئة شمالا والجبال الشامخات جنوبا وهي علي مرمي حجر من وادي التامورة الخصيب
تاريخ النشأة الاولي مجهول وان دلت الشواهد علي قدمه . حيث وجدت آثار تعود الي ما قبل الفي عام .
اما النشأة الثانية او اعادة التأسيس فيعود الي اواخر القرن الثامن عشر الميلادي وتحديدا سنة 1797 م علي يدي مؤسسها الطالب سيد امحمد ول باجد ول سيد الامين ول سيدي حبيب الله ول سيد امحمد الكنتي الصغير ول الشيخ سيد احمد البكاي ول الشيخ سيد امحمد الكنتي نزيل فصك الذي ينتهي نسبه كما هو معلوم الي عقبة ابن نافع فاتح افريقية .
يعتبر هذا الرجل المؤسس احد اعلام موريتانيا الذين اشتهروا بالعلم والصلاح والكرامات الظاهرة
وقد قدم اليها من وادان حيث امره ابوه باجد بالمسير الي حيث تكِل الابل ويستريح من السير حداتها فيحط حزام رحله . فاستقر بالمكان واسس المدينة وسماها كصر البركة وبني المسجد علي نفس المواصفات والطابع المعماري لمسجد وادان .
عندما توسعت المدينة وتزايد عدد ساكنتها كان لابد من قضاء عادل يفصل بين الناس في المظالم والخصومات ويرد الحقوق الي اصحابها فلم يوجد في زمانه من هو اجدر ولا اصلح لهذه المهمة الخطيرة من محمد ول البح البكري الكنتي فنُصب قاضيا للمدينة وما حولها يصدر اقضيته العادلة فتنفذ احكامه في الحال بقوة التسليم من طرف الجميع قبل قوة السلطان القاهر .
نشأ القاضي محمد في كنف ورعاية والده العالم الجليل وموئل المجد الاثيل البح ( دفين امباله) ول كني ول يوبه ول محم ول ويس اندوبك ول سيدي بوبكر عزري لحويطات ول سيد امحمد الكنتي الصغير عزري فركش ول الشيخ سيد احمد البكاي بو دمعه عزري ولاته ول الشيخ سيد امحمد الكنتي نزيل فصك .
ومن العجيب ان سلف اسرة آل البح كانوا افرادا تماما كما كان سلف عشيرتهم اي اجداد كنته( الافراد العشرة) . فالبح لم يخلف غير صاحبنا محمد . ومحمد لم يخلف سوي عبدي . وعبدي لم يخلف سوي سيدي محمد . وكذلك صعودا : البح ثم كني ثم يوبه ثم محم .
وللاشارة فان ظاهرة الافراد هذه في كناتة لها وجهان يتعايشان جنبا الي جنب . الاول عددي اي فرد لا يعقب الا فردا واحدا . والثاني مشتق من التفرد . اي ان كل واحد منهم كان فرد زمانه في العلم والصلاح والقطبانية .
درس محمد ول البح علي والده القرآن حتي حفظه واجازه في روايتي ورش وقالون من مقرأ الامام نافع المدني . وكذلك اخذ عنه امهات كتب العلوم الشرعية .
ثم شد الرحال الي الكثير من المحاظر الموجودة في زمانه ونهل من معين اشياخها حتي تبحر في العلم .
ولم تزل الامور تتدافع باذن الله حتي استقر به المقام في كصر البركه حاضرة اخواله بني حبيب الله وقت التأسيس . فقد كانت امه المني منت الشيخ ول الكصري من اولاد سيدي حيبلل وكذلك ام والده البح سليلة فخذ اولاد البح ومنهم اخذ التسمية . فكان من المؤسسين الاوائل لهذه المدينة الخالدة ذات القداسات الراسخة .
انتصب محمد ول البح للقضاء والتدريس فصلحت علي يديه احوال البلاد والعباد وانتفع به خلق كثير .
وكان الي جانب القضاء وتدريس العلوم المختلفة للطلاب زاهدا عابدا سخيا متصوفا ظاهر الكرامات ومستجاب الدعوة .
رحم الله السادة الاخيار المنتجبين الغر الميامين من اسرة اهل البح ورحم الله القاضي محمد ول البح فقد خاض بحورا من العلم وقف الناس بساحلها .
نفعنا الله ببركته والهم شبابنا حسن الاقتداء به وبسيرته الزاخرة بالعلم والعمل والهداية والعطاء .
وبارك في حفيده وارث سره في العلم والولاية والصلاح الممرض العسكري سيدي محمد ول البح حفظه الله ورعاه . فما زال يسير بحمد الله علي خطي آبائه يحذوهم حذو النعل بالنعل وياخذ عنهم اخذ القدح بالقدح
المصدر سيدي محمد ولد البح.