بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 مايو 2013

مدرسة الشيخ سيدي امحمد الكنتي "المملكة المغربية نموذجا"



بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
تمهيد:
إنه لمن الشيم الكريمة والفضائل الحميدة أن تتجه العناية نحو بعض الرجالات، وبعض الشخصيات الفذة التي وهبت حياتها لخدمة الدين والمجتمع، فأجزلت العطاء بأريحية وسخاء من أجل عزة وكرامة الإنسانية جمعاء، مسجلة بذلك صفحات ناصعة في ذاكرة التاريخ ومخلفة معالم بارزة في الوفاء والتضحية ونكران الذات، والدفاع عن المقدسات، وبذلك تبوأت مكانة الصدارة في المجتمع.
ويعتبر الحديث عن شخصية تاريخية مؤسسة لمجتمع البيظان من أمثال سيدي امحمد الكنتي الكبير نزيل فصك ومدرسته حديثا ذي شجون، حيث إعتمدنا منهج جرد وإحصاء مظاهر إنتشار المدرسة الكنتية من زوايا وأعلام دون أن نقوم بجمع الاحتمالات والتقديرات التي يجوز افتراضها ليسقط منها على محك البحث العلمي ما يسقط ويبقى ما يليق بالتقدير والملاحظة.
وأمام صعوبة الحصول على المصادر التي تغص بها الخزانات الخاصة، يكون لزاما علينا جميعا كباحثين النظر في وسائل أخرى للملمة مادة هذه الحقبة المهمة؛ ولعل الرواية الشفوية المتواترة مع ما يكتنفها من تزيد وعدم وضوح وتدقيق، إحدى السبل الممكنة لتدارك الكثير من الحقائق التي ماتزال تحملها بعض صدور العلماء الثقاة. ولاشك أن علماء هذه البلاد قد غرفوا من هذا المنهل بتواصلهم العلمي على مستوى المشيخة والتلمذة والتصوف والمراسلات.
إن هذه التظاهرة ستسهم في استجلاء ملامح ومقومات التواصل والتلاقح الثقافي والفكري وإثراء ذاكرتنا الغنية بالملاحم والبطولات، وإبراز أوجه التقارب الحضاري بين بلداننا، وهي فرصة سانحة لمعالجة موضوع هذا اللقاء العلمي الهام والمتميز.
وسأتناول في مداخلتي المتواضعة التي تندرج في المحور العاشر " مدرسة الشيخ الصوفية: اتساع مجالها وبعدها الزماني والمكاني، المملكة المغربية نموذجا " النقاط التالية:
2)       الزوايا الكنتية القادرية بالمملكة المغربية
3)       أعلام الطريقة القادرية الكنتية بالمملكة المغربية
4)       بعض المخطوطات والرسائل والبحوث الجامعية الموجودة بالمغرب
5)       الدور الذي لعبه أفراد القبيلة داخل النسيج الإجتماعي المغربي

1.     بدايات دخول التصوف القادري إلى المغرب:

لعبت الطرق الصوفية دورا كبيرا في بناء المجتمعات المغاربية بناء إسلاميا سليما، ومن بينها الطريقة القادرية التي انتهجتها معظم شعوب مغربنا العربي منذ القديم وأصبح لها أقطابها في كل بلدان شمال إفريقيا والصحراء الكبرى.
وعن أسبقية الوجود القادري في المنطقة يقول الباحث المصري الدكتور عبد الله عبد الرازق إبراهيم، في كتابه (أضواء على الطرق الصوفية في القارة الإفريقية): " كانت الطريقة القادرية أول طريقة منظمة دخلت مراكش (يعني المملكة المغربية) من خلال العالم المراكشي المشهور : أبي مدين الغوث منذ 1198 م الذي قابل مؤسس الطريقة الشيخ / عبد القادر الجيلاني في بغداد بعد أداء كل منهما فريضة الحج" .
وقد حققت الطريقة القادرية الكنتية انتشارا واسعا، مستندة إلى قاعدة قبلية متينة دعمت نفوذ الطريقة، ويعود ذلك إلى المكانة الاجتماعية والدينية والعلمية التي حظي بها رجالاتها في الوسطين البيظاني والسوداني،  وتعد هذه المكانة وحدها مجالا خصبا للبحث لمعرفة كيف تمكن هؤلاء من الاستئثار بتلكم الرتبة المشرفة. (بحث "الكنتيون"  لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في التاريخ للباحث عبد الله موما).
ويلخص لنا الشيخ سيدي محمد الخليفة مدى اتساع نفوذ الطريقة القادرية الكنتية بقوله  " ... حتى لم يبق موضع من برنو ... فإن العادل محمد الباقر أمير برنو وما والاها كاتب الشيخ ( سيدي المختار الكنتي ) وأهدى إليه ودخل تحت طاعته، و كذلك أمراء الفلان وعلماؤها عموما، و خصوصا العلامة القائم بالدعوة إلى الله عثمان بن فودي و أخوه الوزير عبد الله وابنه العالم الوزير محمد بل، وسائر متغلبي الطوارق ... ثم رؤساء السودان والبنبارة وفلان الرماة ... ثم رؤساء المغافرة وإدوعيش وأولاد الناصر وغيرهم ممن تحت أيديهم من القبائل اللمتونية المتغلبين عليها، وعرب الصحراء من أولاد دليم، وعريب وعرب توات وأولاد محمد ومن تحت أيديهم من بقايا زناتة ". (الطرائف والتلائد...)
ولعل المجهود الدعوي المتميز الذي بذله الشيخ سيد المختار الكنتي الكبير (1727-1811م)، الذي كان عهده الميمون من أزهى العهود التي عرفتها الطريقة القادرية ، أثمر أنتشار الزوايا الكنتية في القطر المغربي كله.

2.     الزوايا الكنتية القادرية بالمملكة المغربية:

إن انتشار الإسلام وتمكنه في الصحراء الكبرى واستمراره لم يكن بواسطة "الفتوحات العسكرية" فقط، بل أيضا «بالقدوة الحسنة» التي كان لرجل التصوف، بجانب الفقيه والعالم والتاجر، الحظ الأوفر في تشخيصها وفي تجسيدها على أرض الواقع من خلال الزوايا. وإذا ما حاولنا رسم خارطة لمدى نفوذ الطريقة القادرية، سنجد أنفسنا أمام ما يمكن أن نسميه مجازا " إمبراطورية صوفية " متربعة على مساحة تمتد من مشارف الصحراء شمالا، إلى أواسط القارة الإفريقية في عمق بلاد السافانا، ومن المحيط الأطلسي غربا إلى بحيرة تشاد شرقا، ضامة بذلك السودان الغربي كله، إضافة إلى أهم أجزاء الصحراء الكبرى من بلاد الطوارق  وبلاد البيظان، ليصل نفوذها إلى الواحات الشمالية  كتوات وواحات درعة، وقد وصل نفوذ هذه الطريقة إلى أبعد مما أشار إليه الخليفة في الطرائف والتلائد، إما لعدم علمه به أو لأن الطريقة لم تصل إلى أبعد من ذلك في حياته، وما هو مؤكد  أن الطريقة وصلت إلى أهم المدن المغربية، وكان يتردد على مضارب كنتة أشخاص من المغرب الأقصى راغبين في أخذ الورد القادري كما ذكرهم الشيخ سيد البكاي بن الخليفة في رسالته لسلطان مملكة ماسينا (1863)، و قد كانوا كثيري العدد على حد تعبيره " و يأت من أهل المغرب الأقصى كثير"، إضافة إلى أن للسلاطين المغاربة علاقات مع الطريقة القادرية الكنتية ومختلف القوى السياسية في البلاد.  فأسس الكنتيون دولة في القلوب إذ كانوا أهل سلطة و نفوذ بين الناس مسموعي الكلمة. "بحث الكنتيون"وذكر المؤرخ المغربي المرحوم العلامة محمد المنوني (1915-1999م)، العديد من هذه الزوايا، وسنتطرق لبعضها على سبيل المثال لا الحصر :
         الزاوية المختارية الكنتية، في مدينة رباط الفتح، العاصمة :
ومؤسسها هو : محمد بن يعقوب الرباطي، وتوفي هذا الشيخ حوالي 1888م. وكان من أعلام هذه الزاوية المشهورين، الشيخ الجليل محمد بن أحمد بن علي الأندلسي ثم الرباطي ( 1882-1938م)، وكان من أهل العلم والمعرفة وكانت له دروس علمية يلقيها في الزاوية وقد أمها الكثيرون من أبناء المغرب .
·         الزاوية القادرية الكنتية في اسطات :
وقد أسسها الشيخ العربي العبدوني الشاوي، المتوفى حوالي 1892م واشتهرت الزاوية في  عهده بنشر العلم والمعرفة في منطقة الريف المغربي وشمال المملكة عموما وكانت الزاوية في عهده قبلة للطلبة المتعطشين للعلم والمعرفة والتربية الروحية الصافية.
        الزاوية القادرية الكنتية في حي صدراته بمدينة مكناس :
ومؤسسها هو الباشا عبد الله بن أحماد البخاري السوسي، وقد سافر الباشا خصيصا إلى تمبكتو حاضرة إقليم أزواد - شمال مالي - لكي يأخذ ورد الطريقة القادرية الكنتية من الشيخ سيد المختار الكنتي الصغير وبعد وصوله إلى تمبكتو - حيث مقر الزاوية حينذاك - أخذ الورد القادري الكنتي لنفسه وللسلطان سيدي محمد الرابع ابن مولاي عبد الرحمن، كما أخذ الباشا ورد الطريقة - كذلك - لبعض وزراء السلطان مولاي سيدي محمد الرابع، ثم قفل راجعا إلى موطنه المغرب .
         الزاوية المختارية الكنتية في مدينة مراكش :
وكان من أعلامها الشيخ الفاضل عبد الخالق بن أحمد المراكشي، وكان هو أيضا من أهل العلم والتربية وكان يلقي في الزاوية دروسا علمية، وفقهية اجتذبت الكثير من طلاب العلم والمعرفة في المنطقة.وإضافة إلى ما ذكره المنوني آنفا لا يمكن إغفال الزوايا التي أسسها رجالات كنتة بالمغرب ومنها :
       زاوية الشيخ سيدي بوبكر :
ابن المجاهد الشيخ عابدين الكنتي (من أحفاد الشيخ  سيد المختار) توفي في منطقة أولاد جرار،  نهاية القرن 20 في الجنوب المغربي . ولاتزال زاويته حتى اليوم  ذائعة الصيت.
        زاوية الشيخ سيدي حمادي:
ابن الشيخ عابدين الموجودة بمحاميد الغزلان بالصحراء الشرقية بالمملكة المغربية، التي تعرف تخليد ذكرى المولد النبوي كل سنة حيث يجتمع في الزاوية قبائل النواجي واعريب ووإدوخباش... حيث يختم القرآن وتنشد الأمداح. وكان لصاحب الزاوية صيتا طيبا، واحتراما كبيرا لدى الجميع.
         المدرسة الكنتية العتيقة بقصر البركة :  
التي أسسها محمد الشيخ بن وديعة الله الكنتي المعروف بالديش في النصف الأول من القرن 20، وهي عبارة عن محضرة لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية، خرجت أجيالا حفظة لكتاب الله وفقهاء، ولاتزال  مفتوحة في وجه طلبة العلم.  
3.     أعلام الطريقة القادرية الكنتية بالمملكة المغربية
نذكر من أعلام الطريقة القادرية الكنتية في المملكة المغربية، تغمدهم الله بواسع رحمته وعظيم مغفرته:
سيد اعمر الشيخ بن الشيخ سيدي أحمد البكاي المتوفى بوادي درعة قرب آقا بالجنوب المغربي، ويقام له موسم سنوي تخليدا لذكراه ؛
الشيخ سيد احمد الفيرم بن سيد اعمر الشيخ المتوفى بمنطقة الحبشي بإقليم السمارة ؛
الشيخ سيدي امحمد الكنتي بن الشيخ سيدي محمد الخليفة، المتوفى سنة 1864 بكور أكنيفيدة جنوب المغرب؛
العالم الجراري يحي بن عبد الله بن مسعود البكري، والمتوفى سنة 1844 م ؛  
الفقيه ابن دحو محمد بن أحمد الأزموري المتوفى سنة 1868 م؛
البربوشي البشير بنعبد الحي الصحراوي دفين مراكش  سنة 1874 م ؛
العربي الهاشمي العزوزي الزرهوني الفاسي ؛
الشيخ المجاهد زين العابدين بن الشيخ سيدي محمد الكنتي توفي في الجنوب المغربي بالقرب من أقا. جاء إلى المغرب مجاهدا ثم استقر به الحال بسبب احتلال الفرنسيين لموطنه أزواد  ؛  
القاضي سيدي بن ديحي بن الشيخ سيدي امحمد الكنتي الذي كان يضرب به المثل في فك النزاعات، والصلح بين الناس، ذاع صيته وخلف صدى طيبا بين قبائل تكنة بمنطقة واد نون، المتوفى سنة 1950 م ؛
سيد احمد بن سيد امحمد الملقب شماد عزري زوك بتيرس، الذي اشتهر بعلمه وورعه وتقواه وكرمه، حيث كان رحمه الله له أتباع من مختلف القبائل ويقصده القاصي والداني، وعمت شهرته كل أنحاء المنطقة.
كانت تلك الثلة من الأعلام الميامين والشيوخ المباركين وغيرهم كثير، هي التي حملت مشعل الدعوة القادرية الكنتية في منطقة المغرب، وقد لقيت الطريقة القبول الحسن وأنضم إليها الكثير من الأحباب المربين والمعلمين والمصلحين في القرون الثلاثة الأخيرة، وكان لهم الكثير من الأتباع، والمريدين من مختلف شرائح المجتمع المغربي - ملوكا وأمراء ووزراء وعلماء وفقهاء وأدباء - وكانت لهم زوايا في جهات المغرب، وقد سعوا جميعا إلى نشر السلام والطمأنينة وإشاعة روح التسامح والمحبة بين الجميع .

4.     بعض المخطوطات والرسائل الموجودة بالمغرب

·         المخطوطات :
بين الباحث أرفاك شفيق في رسالته لنيل دبلوم الدراسات العليا بجامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة التاريخ بالرباط سنة 1992، بأنه يوجد بالمغرب سبعة نسخ من كتاب "الطرائف والتلائد : من كرامات الشيخين الوالدة والوالد" للشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي :
فأقدم نسخة تامة هي التي نسخها مولاي الغالي بن الفقيه العربي العمراني الحسني سنة 1253هجرية، أي بعد وفاة الشيخ سيدي محمد بما يقرب من اثنتي عشرة سنة. وتبقى أقدم النسخ المعتمدة، فضلا عن أنها أقدم من النسخة الموجودة في خزينة الشيخ سيديا بثلاثين سنة. هذه النسخة ونسختين غير تامتين توجد بالخزانة الحسنية بالرباط، تحت الأرقام على التوالي : 690  و 1836 و 4406.
وتوجد بالخزينة العامة بالرباط ثلاث نسخ :
الأولى : تامة تحت رقم 2294 ، كانت في ملك عبد الحي الكتاني بن الشيخ عبد الكبير الكتاني الحسني ؛
الثانية : غير تامة تحت رقم ج 14، نسخها محمد بن عبد السلام بوهتي عام 1334 هجرية من نسخة حبست على      أوقاف الزاوية المختارية ؛
الثالثة : نسخة غير تامة تحت رقم ج75.
وكذلك لا تخلو خزانة المعهد الإسلامي بتارودانت جنوب المغرب من نسخة غير تامة تحت رقم ص15.
وقد وصل صيت هذا الكتاب إلى فرنسا، فنجد بالخزانة الوطنية بباريس : نسخة تامة عبارة عن ميكروفيلم تحت رقم 6755 Arabe ، تم استنساخها بطلب من A. Dupuis Yakouba  يوم 22 يونيو 1912 بمدينة تنبكت.
إن الملاحظ من خلال هذه النسخ الثمانية : تعدد الأصول التي نقلت منها، وقدر الباحث هذه الأصول بأربعة على الأقل.
         الرسائل والوثائق :
تبيين الرسالة التي كتبها ملوك السعديين لأبناء سيدي عمر الشيخ : الشيخ سيد أحمد الفيرم، وأخويه بتحرير كناته ومواليها من الضرائب والجبايات ما دام الملك في السعديين لأكبر دليل على تبرك الملوك وطلبهم الدعاء بدوام ملكهم من الرجال الأعلام الصالحين المصلحين أحفاد سيدي امحمد الكنتي. 
وإن الرسالة التي أرسلها الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار إلى شيخ قبيلة أعريب، المتواجدة بين وادي درعة وسفوح جبال باني جنوب شرق المغرب، عبد الله بن الشيخ امبارك بن أحمد بلالي : يعظه فيها ويحذره من عظم ذنب التعرض للقوافل الخارجة من توات وقتل المسلمين بدون وجه حق. ووثيقة الصلح بين قبائل البربر أيت عطة بالجنوب الشرقي للمغرب الذي أشرف عليه وساهم بالدور الرئيسي فيه الشيخ عابدين ليظهران بوضوح مدى تأثير وأنخراط وأهتمام خريجي المدرسة الكنتية بالمحيط الجغرافي والتجاذبات بين القبائل والحرص على استتباب الأمن في بلاد السيبة آنذاك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلم تكن الطريقة الكنتية تتسم بالسلبية والجمود.      
قال الأستاذ أحمد الأزمي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله -كلية الآداب ظهر المهراز- فاس، في كتابه "جوانب من تاريخ الطريقة القادرية المختارية الكنتية في المغرب والسودان الغربي" : بعد إبراز بعض مظاهر الأدوار التي قام بها شيوخ الطريقة القادرية الكنتية في تمتين الصلات بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء الإسلامية، يبقى الأمل معقودا على الشباب من الباحثين المغاربة، أساتذة وطلبة، في بذل المزيد من الجهود، للتنقيب والبحث عن كل أنواع المصادر، تاريخية أو أدبية أو صوفية، التي من شأنها أن تبعث الروح من جديد في تاريخ روابطنا مع أشقائنا في الضفة الجنوبية من الصحراء، بغية وضع اليد على المزيد من الوثائق والمعطيات العلمية الكفيلة بإعادة تقييم حصيلة الإرث المشترك بين المغرب والبلدان الإسلامية فيما وراء الصحراء.

·         بعض البحوث الجامعية:
شعر  سيدنا بن أحمد الشيخ الكنتي الفصيح والحساني جمع ودراسة، من إنجاز الباحثة الزاهة الكنتاوي ؛
شعر محمد الشيخ بن وديعة الله جمع ودراسة، من إنجاز الباحث سيدي حبيبلا الكنتاوي ؛
المدرسة الكنتية العتيقة بقصر البركة ماضيها حاضرها ومستقبلها، من إنجاز الباحث عابدين الكنتاوي ؛
نساء شاعرات - كلهن من كنتة- ، من إنجاز الباحث سيدي بوبكر الكنتاوي ؛
بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في التاريخ بعنوان : "الكنتيون وعلاقتهم بالسلطة السياسية بالسودان الغربي خلال القرن 19من خلال رسلتين للشيخ أحمد البكاي الكنتي لسلطان مملكة ماسينا (1863) " من إنجاز الباحث عبد الله موما وتحت إشراف الدكتور أحمد الأزمي  جامعة سيدي محمد بن عبد الله : كلية الآداب و العلوم الإنسانية  ظهـــــر المهراز  فاس ؛                                                   
ومن الجدير بالذكر أن الجامعات المغربية المختلفة ومختلف وحدات البحث اهتمت وتهتم في السنوات الأخيرة بالبحث والتحقيق في مخطوطات وتراث المدرسة الكنتية  وامتداداتها الثقافية والإجتماعية معتمدة على مناهج البحث الحديث ومنطلقة من التراث المادي والشفهي الغني لهذه المدرسة الموجود في المكتبات العامة والخاصة.

5.     الدور الذي لعبه أفراد القبيلة داخل النسيج الاجتماعي المغربي:

ظل أحفاد الشيخ سيدي محمد الكنتي يحملون رسالتهم النبيلة المتمثلة في نشر تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ويتحلون بكريم الأخلاق، وعظيم الخصال، يشعرهم بضرورة التزامهم بذلك ماورثوه كابرا عن كابر، ويحظون بتقدير واحترام الجميع، داخل النسق الاجتماعي الذي يعيشون فيه، مع مختلف تلاوين مكوناته العربية والأمازيغية، التي ربطتهم بها علاقات مصاهرة.
ولعل تصدرهم لمجال تحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية أسهم إلى حد كبير  في نيلهم تلك المكانة، ناهيك عن ماكان يضطلع به بعض أفراد هذه القبيلة من دور إصلاحي لفك المنازعات والابتعاد عن الضغائن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما أن ريادتهم وتصدرهم للجهاد ضد المستعمر الفرنسي والإسباني في ربوع المملكة (الشيخ عابدين وأبناؤه وسيدي أحمد البكاي بن ديحي مثلا...) أعطاهم مكانة رفيعة في المجتمعات التي استقروا بها، ضف إلى ذلك ما عرف عنهم من علم وصلاح وبركة وكرامات يتداولها العام والخاص جعلت منهم أقطاب زمانهم.
خاتمة :
إنَّ المدرسة الكنتية بتاريخها وزواياها وأعلامها حالة ممتدة في حياتنا لا تنقطع أبداً، ولا تزال آثارها فاعلةً في تكويننا وسلوكنا.

ومن محاسن دراسة المدرسة الكنتية أخذ العظات والعبر من الماضي المجيد لتستنير به الأجيال حاضرا ومستقبلا، لكي لا يكون التاريخ سردا للسير والوقائع على أساس: تلك أمة قد خلت! ومن هنا تتجلى أهمية تخليد ذكرى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا




 
..

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    من أين لك أن أبا مدين شعب هو مراكشي؟
    .

    ردحذف
  2. الشيخ العارف الصديق الأكبر والغوث الصمداني، أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري الأندلسي، أصله من حصن قطنيانة من عمل إشبيلية بالأندلس، وبه ولد حوالي سنة 509هـ على الأرجح، وكان يتردد على إفريقية، ثم لمّا كان آخر حاله استقرّ ببجاية من ولايات الشرق الجزائري، وأقام بها إلى أن أُمِر بإشخاصه إلى مراكش من قِبَل الشلطان الموحدي يعقوب المنوصر بعد وشاية مغرضة به، فتوفي وهو متوجه إليها بموضع يُسر، وهو واد قريب من تلمسان، سنة 594 هـ، ودُفن بالعُباد مثوى العلماء والفقهاء والزهّاد والمتصوّفة والعُبّاد. وضريحه معروف بتلمسان يزار ويتبرك به.

    ردحذف

تضمين الرسالة أدناه

وصلى الله على الهادى الأمين