بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 7 نوفمبر 2015
فتى يمسي ويصبح بالرشيد ،، مقال للدكتور أباية محمد محمود .
فتى يمسي ويصبح بالرشيد يعلل بالنسيب وبالنشيد
وأكمام النحيل تريه زهوا على جنبات ذا القصر المشيد
يحن لأهله وفضول مال لعمر الله لم يك بالرشيد
الرشيد مركز إداري في ولاية تكانت وسط موريتانيا أسسها الفقيه أمينوه في النصف الثاتي من القرن الثامن عشر وهي حاضرة لقبيلة كنته. وبالاخص بطن أولاد سيد الوافي وهو واحة نخيل غناء يقطعها مسيل الوادي وبطحاؤه الجميله ولنستمع الى الشيخ سيديا عندما خاطب تلميذه الرشيدي المغترب في طلب العلم بمنطقة الكبله المامي ولد امحمد لعمر الكنتي الأزرقي بهذا الشعر
أتذكر يا مامي أيام رذاذ وأطباقَ تنوازيدَ يوم جذاذِ
وبطحاء بالرشيد تزهوا عـشية وماءَ فرات في بطون وِجاذِ
إذ الدهر سلم والخطوب غوافل والأقدار لم تأذن لها بنـفاذِ
ولم يكن التلميذ المغترب عيا في جوابه، ولا أقل شاعرية من أستاذه حين أجاب قائلا :
تذكر أوطاني وشرب لذاذي
وماء فراة في بطون وجاذ
نســــيت لها حبا لشيخي إنـــــــه
لدى الخطب والهول العظيم ملاذي
تأسست مدينة الراشيد سنة 1722 ونحت أبناؤه من مرتفعات "آلكوط" و"تلمدين" مدينته التاريخية القديمة التي لا تزال أطلالها شاخصة على هضباته الشرقية ،ناطقة بما كان لها من تاريخ حافل ومجد أثيل ؟ تقول الباحثة الفرنسية في كتابها " مدخل إلى موريتانيا" في تكانت أسس كنته كصر البركه 1690 والرشيد 1722م).
ومدينة الرشيدَ فجرها ابناؤها عيونا رقراقة عذبة وزرعوها نخيلا وقمحا من " إريج" جنوبا إلى "آكنان"شمالا على مسافة 30كلمترا، واستظل بظله "لكياطين" من ولايات لبراكنه ولعصابه والحوضين في ما مضي من تاريخ هذا البلد العريق..؟
يقول أحمد بن الأمين الشنقيطي صاحب الوسيط متحدثا عن مدينة الرشيد التاريخية واصفا نخلها "الرشيد مدينة لكنته وفيها واد كثير النخل جيده ما رأيت مثله نخلا . وقد عددت في جذع النخلة الواحدة ست نخلات تنبت من نواحي تلك النخلة .ونخله كثير الحمل لا يحتاج إلى السقي لقرب الماء من عروقه . وقالوا سبب جودته أكثر من غيره إن الجبلين المكتنفين له يمنعان نخله من الرياح ، وآخر نخيله مما يلي تجكجه يقال له إريجي ، وفيه ماء ينبع من الأرض وحده من غير حفر ، ولكن لا يبعد سيلانه ،ولو وجد مهندس يصلحه لسقى جميع الوادي." الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ص 448.
الرشيدَ مدينة المقاومة والصمود والإباء وعزة النفس ذلك ما تجلى في بنادق أبنائه المقاومين عندما سددوها في نحور المستعمرين الغزاة وألحقوا بهم الهزيمة تلو الهزيمة في النيملان 25/10/1906وتجكجه 05/11/1906 والمينان 1910 وفي الرشيد ذاته في 16 أغسطس 1908 ؟
فكان الرشيدُ بحق قلعة من قلاع المقاومة الوطنية يحسب لها المستعمر ألف حساب ويجند للنزال معها أعتى قواته الضاربة يقول الدكتور محمد محمود ولد وداديِ[إن مجموعة الشيخ محمد المختار شاركت في عملية الجحافية بأفلة حيث أبادت مجموعة بقيادة ضابط صف فرنسي وهاجمت المعسكر الفرنسي في بو عش وسلب المجاهدون أمواله بينما لاذ زعماؤه بالفرار وكذالك قامو بعملية أخري خلف أفلة في منطقة لبيرات وشنوا عمليات في لتفتار وكانو ضمن مجموعات المينان ولفريوات وتنواعدين وأنتاكش وقبل كل ذالك المشاركة المتميزة لمجاهدي كنته بقيادة البطل المجاهد محمد المختار ولد حامد في معركة النيملان التاريخية والتي أفضت إلي انتصار حاسم لكتائب المقاومة ضد القوات الفرنسية
أصبحت الرشيد ملاذا لكل المقاومين ضد الإستعمار وحصنا ينطلقون منه لتنفيذ عملياتهم ضد دوريات وقواعد المستعمر عندئذ قررالفرنسيون الهجوم علي الرشيد للقضاء علي محمد المختار مصدر إزعاجهم وكان "الرشيد"لا يبعد عن تجكجة 50 كلمترا
ولهذه الاسباب حقد عليها المستعمر وجهز لها كامل عدته وعتاده ودمرها وعاث فيها فسادا فاجهز علي الجرحي ومثلوا بجثث الشهداء كما فعل بمحد بن محمد بن خواه ،وعاث جنود المستعمر في الوادي فسادا فأحرقوا الكتب والخيام، وهدموا المنازل ،وأستولوا علي المواد الغذائية والمواشيي
ذكر ذلك الشيخ ماء العينين في كتابه علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوربي
ويقول الرائد جيليى في كتابه "الاختراق" يتحدث: "في تكانت قام رئيس كنته المسمى محمد المختارولد الحامد ـ الذي غدرنا في النيملان بانحيازه إلى العدو أثناء المعركة ـ بالإقامة بالرشيد مع حوالي مائة وخمسين رجلا مسلحين وحصن نفسه في القصر القديم الذي أصبح ملجأ للنهابين في المنطقة .وفي 16 من أغسطس (1908) قام المقدم شامبير قائد كتيبة موريتانيا ودائرة تكانت بالهجوم على الرشيد وذلك مع القوة التي ذكرناها آنفا والقادمة للمعاونة : الكتيبة الأولى السنغالية المحمولة بقيادة النقيب مالافوس والملازم اترانشو ، وكتيبة رماة المجرية بقيادة النقيب قامي والملازمين ماركني وسيشي وفريق رمات ومجموعة من السباهيين. وقد صاحبهم فريق من حامية تجكجه يضم 85 من الرماة بقيادة النقيب بوتان والملازم دي افور وكان الجميع بقيادة المقدم شامبير )) ذكر ذلك جمال ولد الحامد في بحثه تدمير قصر الرشيد من طرف الفرنسيين.
ومما يذكر هنا استهزاءُ قائد مقاومة الرشيد البطل المجاهد محمد المختار ولد الحامد بالطاغية كبلاني عندما
طلب منه ان يكون من جنوده وحاميته فقال محمد المختار ول الحامد :
كبلان يا غيلان
مارت عن ماه واع
داير مني راع وان
مان كاع الراص راع
مدينة الرشيد العريقة تخلدها المحاظرُ والمكتباتُ الزاخرة وأفذاذ العلماء
من أمثال أحمد ول وداد وامينوه وحم ولد ودادي وسيد الامين واحمد ولد امينوه واحمد ولد احمد للهادي واحمد ول افظيل ومحمد ولد ايوه وامحمد ولد وداي وغيرهم من علماء وفقهاء وقراء تلك المدينة العريقة
مدينة الرشيد مدينة علم وأدب كانت مهدَا للشعراء والأدباء، وموئلهم ومهاجرهم الذي به يتشبثون فتغنوا بقصره المشيد وتمنوا قضاء أيام العمر بين أحضانه وأرجائه ؟ يقول أحود ولد أج بوب الكنتي البحي :
ألا ليت شعري هل أروح وأغـــــتدي
من الدهر يوما بالرشيد أسيــــر
بذي النبع فالمبروك فالدخل فالربــا
إلى المالح الميمون فيه أزور
وفي التيمررت أمشي وأقعد مــــرة
ومن تلمـدين لا أزال أحـــــور
إلى نخيلات بالشنينيفه كـــــان لـــي
بهن مقيل بالمصيف شـــــهير
ووادي الرشيد هو الذي لجأ إلى حماه شاعره الوفي محمد ولد آدبه وهو على فراش الموت من بلدة آجوير قرب انبيكه و"انخيل امحيميد" يبثه أشواقه وأشجانه ويشكوه غربته وضياعه في مقطوعة نادرة من شعر محمد ولد آدبه الفصيح ؟:
ألا حي الرشيد وقل مذيعا
مقالا ليس من قول المجون
وأقرئه مسامع كل نـــــــاد
واسمعه الحمام على الغصون
باني هاهنا ملقى غريــــــب
قريح الجفن متصل الشجون !
بأرض لا أنيس بها مواس
يؤنس وحشة القلب الحزين!
كان الرشيد كل هذا وأكثر، مدينة تاريخية عريقة، وقلعة مقاومة وطنية شامخة،ومنارة علمية ومنطلق فتوحات، وكان واحة شعر وفن وتراث شعبي أصيل.
أصبح الرشيد مركزا إداريا منذ سنة 1968[5] يبلغ سكانه حوالي عشرين ألف نسمة ومساحته تقدر ب ثمانية آلاف و مئة كلم، (8100) وتتبع المركز بلدية الرشيد التي يطلق عليها اسم الواحات، وبلدية انييملان وتسمى بلدية التنسيق، ويتبع المركز العديد من الحواضر، مثل:
الََحْويطات، وهي واحة نخيل.: وحاضرة تالمست، وحاضرة الشويخ، وحاضرة المينان، وكلها حواضر ذات نخيل وواحات. ويتبع المركز الإداري أيضا حواضر أفّـامْ لوديات (غرب الرشيد)، مثل:
ﺍﻠﺸﮝﻴﮚ، وتيموجيج ، و افريوات، وانواشيد ،
ويتبع الرشيد ايضا وادي أشاريم، وهو واحة نخيل وزراعة، وهو الذي يقول فيه محمد ولد آدبه:
اشاريم انتيي من ماه..............
حارك فيه اعلي نسيم.............
ايغنوليلي فيه اترباه...............
بيني وياه عهد اقديم.............
فيام اعرفت اشوي لخيام.......
فاشوي مزال اشوي نعيم........
واشاريم اعرفتو فايام.............
مزال اشاريم اشاريم...............
ومن الحواضر التابعة للراشيد بلدية انييملان، التي تسمى بلدية التنسيق وهي واحة ذات نخيل وزراعة، ويتبعها: حواضر كثيرة .
ولا زالت مدينة الرشيد الجميلة على ما كانت عليه من جمال للممسي والمصبح فيها أن يردد طربا مع الشاعر محمد الامين ولد ختار رحمه الله الذي سحرته المدينة وملكه خلق أهلها فقال عندما طلب إليه بعض قومه أن يعود إلى موطنه ويترك الرشيد قال
فتى يمسي ويصبح بالرشيد** يعلل بالنسيب وبالنشيد وأكمام النخيل تريه زهوا على جناب ذا القصر المشيد
أو يردد مع محمد بن آدبه:
بل امْگيل البظان اَوَانْ الحَرْ اُتَنزاهْ الشّبان
والگِفان اُخوض الكَحلانْ والناس الرفاعْ الرشيد
وابْلد زاد ارْفُود اَزوانْ واطْروحُ مرفود ابلا گيدْ
رَفّادُ مصطاد اُفرحان وَالكسْحَه گاعْ اعْليهْ ابْعيدْ
وِجوهْ اِمَليانْ اُگُمانْ اعْليهمْ ما فيهمْ رشيدْ
علاّهْ المنّانْ اعْلَ ظَانْ لڱصورْ اُوَسّاهْ المَجيدْ
اَيّامُ بَاطْ اَيّامْ اَعْـيَادْ وَالْياليهْ اُدَوّارْ الغيدْ
اُفيهْ الْغيدْ اعْلَ كَثْرَه زَادْ الي تتحفل يوم العيد
أباية مجمد محمود .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
وصلى الله على الهادى الأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تضمين الرسالة أدناه