بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 مارس 2013

الشيخ سيد المختارالكنتى

 
                                             

التعريف به :

هو المختار بن أحمد بن أبي بكر بن سيدي محمد بن حبيب الله بن الوافي بن سيد عمر بن الشيخ بن سيدي محمد الكنتي بن سيدي اعل ولد سنة 1142هـ ـ 1730م في الشمال الغربي بآروان ، من أبرز علماء بلاد شنقيط والصحراء والسودان الغربي أوسط القرن (18م) كان رجلا عالما ورعا ورجل سياسة بارزا ومصلحا اجتماعيا حكيما لعب دورا سياسيا واجتماعيا وفكريا وروحيا في الحياة الصحراوية حتى وفاته 1811م.
دراسته :
يرسم لنا ابنه الشيخ سيدي محمد في كتابه "الطرائف والتلائد" مراحل دراسة الشيخ سيد المختار حيث درس أولا في "كل السوق" "وكل امبلوش" وكل عرفة " فدرس النحو والبلاغة ومؤلفات الفقه المالكي، ثم أقام في تمبكتو وغادرها حيث استقر عند الشيخ سيد اعل بن النجيب المعلم الأكبر لأزواد وتربي على يده ودرس عليه القرآن والحديث وعلومهما واكتسب مهارة جعلت البعض يعتبره أبرز المجددين في القرن الثاني عشر.

تصدر الشيخ سيدي المختار رئاسة الطريقة القادرية بعد وفاة الشيخ سيد اعل سنة 1757م وأعطى لها دفعة جديدة حيث أسس في "بلنوار" (400 كم) شمال تمبكتو زواية انطلق منها الورد القادري صوب افريقيا والصحراء واجزاء من المغرب .

الإشعاع السياسي والروحي :

شمل إشعاع الشيخ سيدي المختار الكنتي جميع بلاد الصحراء والسودان الغربي وجذب الكثير من العلماء والفقهاء ولعب دور المصلح الاجتماعي والداعية والمستشار الحكم في النزاعات خاصة بين الطوارق والملثمين وبين السكان والقوافل التجارية الصحراوية المارة بالمنطقة ، ويعطي كتاب "كنته الشرقيون" لبول مارتي نماذج كيثرة من تلك الأدوار والنزاعات التي فضها الشيخ سيدي المختار ومن أبرزها نزاعات قبيلة " كل تادمكت " (تكرفظين ، انتركاشتن ، كل تيمولايت )، الملثمين البرابيش والكنتة وبين الطوارق وأولاد بله وبين لايتام وأولاد اعل ، كما كانت له مراسلات مع القبائل الموريتانية التي كانت تنتجع إلى الغرب من تنبكتو وراسل زعماء الطوارق وأولاد علوش وأولاد امبارك وأولاد محمد ازناكي وايدوعيش .

كما راسل السلطان محمد بن مولاي عبد الله بن مولاي إسماعيل إلى جانب صلاته القوية بإمارة "بورنو" الإسلامية وإمارة "هوسي وماسينا" ويلخص كتاب الطرائف بعضا من تلك الصلات بقوله : (وكان محمد البكر أمير بورنو والمقاطعات المجاروة يتراسل مع الشيخ ويبعث له الهديا ، وقد وضع نفسه تحت إدارته الروحية ، وكذلك وضع أمراء الفلان وزعماؤهم لاسيما عثمان دان فيديو وأخاه الوزير عبد الله وابنه الوزير محمد بل ، وهذا ما صنعه الطوارق الأبير الأكثر جرأة والطوارق دنك وعشيرة ابن مدن وقبيلة كل تادمكت ، وكان مثل ذلك ما قام به زعماء أقوام السودان بامبرا ، الفلان ، الرومة . وكل العشائر التي تعيش بنين دامل سينغال وبين ملك كادسينا (نيجيريا)، وذلك مثل امبراطورية فلان ماسينا في المناطق السودانية، وهذا أيضا ما صنعه زعماء بني حسان الموريتانيين المغافرة من أمثال أولاد عبد الله (لبراكنة) أولاد دواوود بن يحي (موريتانيا والحوض) أولاد الفحفاح (النوارة ) وقبيلة ادوعيش (تكانت ولعصابة)وأولاد الناصر (انيورو) ، وأولاد أحمد من منطقة (اكيدي) وكل اتباعهم من رعايا وملحقين ، وكذلك من لمتون كما فعل العرب الصحراويون أولاد ادليم وحسان والمغافرة في لفرييه (داخلة انواذيبو) وواد الذهب ، وعرب واد درعة ، وأودكنية (الجنوب الوهراني) وبدو اتوات مثل بني عمر ملوك أولاد زنان وأولاد احريز وأولاد الحاج وأولاد املوك وأولاد محمد واتباعهم وملحقيهم من زناتة) ا هـ .

موقفه من التمذهب
دارت في زمن الشيخ معركة فكرية بين علماء شنقيط حول مسألة التمسك بالمذهب أو العودة الى نصوص الكتاب والسنة ,فكان موقفه وضعا للأمور في موازينها إقساطا وانصافا , وهو طبعا مالكي المذهب , ويقول في قصيدة له حول هذا الموضوع:

وإياك ترضى باقتناص فروعها
بغير ارتشاف من مناهلها العذب

فإن الأصول كالقواعد ترتضى
طمأنينة للقلب و النهج بالأرب

فمن لم يقيد بالكتاب علومه
طغى وبغى واستبدل البسر بالرطب

و لا تقتصر ان الحديث بيانه
وتفسيره فقه الأئمة لا الشعب

ومن يترك القرآن ملقى وراءه
فقد صار في التمثال كالجفر المذب

ومن حاد عن نص الحديث سفاهة
فقد أبدل الجياد بالحمر الحدب

ومن يترك الفقه المهذب رغبة
فقد رام تجهيلا وعن رشده يذب

ولكن تفقه وانتق الحق مذهبا
وميزه بالذكر الحكيم ولا تؤب

إلى غير تحقيق من القول واضح
تداوله التحقيق والسلف النجب

وثق بكتاب الله والسنة التي
أتت عن رسول الله والعكس فاجتنب

ودع عنك آراء الرجال و قولهم
لقول رسول الله فهو الذي يطب


من عجائب ورعه
يذكر الشيخ أنه لم تقع عينه على اجنبية الا يوما واحدا فرطت منه نظرة فوقع نظره على أجنبية وكانت عقوبة تلك النظرة حرمانه من النظر بعينه اليسرى.

ثناء العلماء عليه
اثنى علماء القطر عليه و على علمه وصلاحه و مكانته.

وفاته
توفي رحمه الله يوم الأربعاء الخامس من شهر جمادى الأولى عام 1226هـ عن عمر يناهز 84 سنة قضاها في التعلم والتعليم والتأليف
رحم الله الشيخ رحمة واسعة فقد كان زاهدا راغبا عن الدنيا ورعا ينشر العلم و يحيي السنة حريص على دقائق عمره أكثر من حرصه على ماله كما كان شأن بعض السلف الصلح.

مؤلفاته
لقد ألف رحمه الله أكثر من 300 كتاب ،عرف منها قرابة الثمانين ، والموجود منها أقل من الأربعين ، منها على سبيل المثال :
1- تفسير البسمله .
2- تفسير الفاتحة .
3- بلوغ الوسع على الآيات التسع .
4- نضار الذهب .
5- نزهة الراوي وبغية الحاوي .
6- هداية الطلاب .
7- فتح الوهاب .
8- الشموس الأحمدية .
9- الجرعة الصافية .
10- بديعة المنوال .
11- فتح الودود فى المقصور والممدود.
12- كشف اللبس .
13- نصيحة المصنف .
14- الأجوبة المهمة .
15- زوال الإلباس فى طرد الشيطان الخناس .
16- البرد الموشي .
17-ألفية فى اللغة العربية .
18- حذوة الأنوار .
وعير هذا من الكتب والرسائل التى لم تطبع .....
أخذ عنه العلم خلق كثير من أبرزهم :
- الشيخ سيديا الكبيربن المختار بن الهيبة .
- الشيخ سيدي عبد الله العلوي .
- الشيخ المصطفى بن العربي .
- الشيخ القاضي بن الحاج الفغه .
- الشيخ المصطفى بن الحاج الفغه .
- الشيخ سيدي محمد بن اعويسى
- الشيخ بن أمّنى
- الشيخ بابا الحي بن محمدبن الشيخ (الأبدوكلى)
- الشيخ المختار السباعى الدميسى
- الشيخ ابات بن الطالب
وغير هم كثير .....مأمون محمد أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تضمين الرسالة أدناه

وصلى الله على الهادى الأمين