بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 مارس 2013

عقبة بن نافع الفهري



حين نفكر في اعلامنا التاريخيين على وجه الخصوص تزدحم الذاكرة و تتنازعنا الأفكار , فمن ترانا نختار ؟ و بمن نبدأ ؟ و الميادين متعددة ! و الشيء الوحيد الذي يصعب مهمتنا هو قلة المصادر او شحها .و في خضم هذا التردد و التفكير اجدني ارجع و بقوة الى نقطة البداية و المصدر لكل الاعلام الكنتية ...من الفت في سيرته الكتب و درست في المناهج و كانت نبراساً و قدوةً لكل من آمن بلا إله إلا الله محمد رسول الله و ضرورة إعلائها و نشرها مهما كلف ذلك من غالِ و نفيس . فإما نصر من الله و فتح قريب و إما شهادة في سبيله , ولكل من آمن بمبدأه و سار الى تحقيقه حتى النهاية .علمنا لهذه الحلقة :القائد المجاهد الفاتح / عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن امية بن الضرب بن الحارث بن بن فهر بن مالك - رضي الله عنه -.ولدعام 1 قبل الهجرة النبوية 621 مــو اسلم والده قديما فنشأ عقبة في بيئة اسلامية ,وعقبة صحابي بالمولد و تربطه صلة قربى بالصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه , قيل انهما ابني خالة .اشترك مع والده نافع بن عبد القيس في الجيش المتوجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .و برغم حداثة سنه فقد اوكل إليه عمرو بن العاص قيادة السرية الإستطلاعية لمعرفة الإمكانيات المتاحة لفتح الشمال الافريقي , وما كان ذلك إلا لما لاحظه عليه من قوة و شجاعة و ذكاء و حسن تصرف , و كلنا نعلم من هو عمرو بن العاص رأياً و فطنةً و حنكة .ثم ارسله كذلك لبلاد النوبة جنوب مصر لفتحها و لاقى مقاومةً شرسةً من النوبيين لكنه حافظ على جيشه و مهد الطريق امام القادمين لإستكمال الفتح .ثم اسندت إليه قيادة الجيش لتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر فقاد جيشه على اعلى مستوى و ادى واجبه الدفاعي بكل جدارة .ظل عقبة طيلة عهد عثمان و علي رضي الله عنهما قائداً للحامية الإسلامية في برقة , نائياً بنفسه عن كل احداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين , و كان الجهاد شغله الشاغل ...و في عهد معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه ولاه والي مصر معاوية بن حديج قيادة الجيش لمواصلة الفتح للشمال الافريقي عام 49 هــ .انطلق عقبة في حملته مؤيداً بنصر الله و ادَّبَ المرتدين و الغادرين من ملوك البربر حتى طهر المنطقة من حدود مصر الى بلاد افريقية ( تونس) من الاعداء و المخالفين .و اسند إليه معاوية بن ابي سفيان - رضي الله عنه - قيادة الجيش لفتح افريقية و ارسل إليه عشرة آلاف مقاتل و عززهم عقبة بالمنضمين من البربر الذين اسلموا , و سار بجيشه حتى وصل (مغمدان من سرت ) ليبيا حالياً , و كان اهل ودان قد نقضوا العهد مع بسر بن ابي ارطأة و منعوا الجزية فوجه إليهم عقبة قسماً من الجيش بقيادة عمر بن علي القرشي و زهير بن قيس البلوي و سار هو بالقسم الآخر متجهاً الى فزان جنوب ليبيا حالياً حتى زويلة على تخوم الصحراء الكبرى و كان ما كان من انتصارات و من كرامات كذلك , فحين نفد الماء وانقطع الجيش في الصحراء و بلغت القلوب الحناجر وقف داعياً ربه و اصحابه يؤمنون من وراءه فما هي إلا لحظات و انهمر المطر غيثاً و سقا الله جيشه و عباده .مــــــرحلة الفتح المنظم للشمال الافريقي و تأسيس القاعدة الثابتة :

و نراه بعد ذلك يتجه شمالاً لما لاحظه من كثرة ارتداد البربر و نقضهم للعهود و كذلك تنبهه الى ضرورة إنشاء مدينة قوية تكون قاعدةً و منطلقاً للجهاد , فسار بالجيش الى موضع القيروان حالياً و هو بذلك يتجنب الساحل لقربه من الهجمات المتكررة للروم , و كان موضع القيروان القديم الذي بناه معاوية بن حديج لم يعجبه , فسار الى الموقع الجديد و كان واد كثير السباع و الافاعي فنزل , قال يحى بن عبد الرحمن بن حاطب :..فقام عقبة هاتفاً : يا اهل الوادي إنا جند الله إنا حالّون إن شاء الله فاظعنوا , رددها ثلاث مرات , فوالله ما رأينا حجراً ولا شجراً إلا و تخرج من تحته دابة و يحملون صغارهم , حتى هبطنا الوادي , ثم قال للناس : انزلوا بسم الله . رأى البربر تلك الكرامات و إجابة الدعوة فاسلم منهم الكثير .و بدأ البناء بالمسجد الجامع عام 50 هــ و استمر البناء حتى عام 55 هـ ليكتمل .و بذلك تكتمل الفترة الأولى من ولاية عقبة بن نافع على افريقية .
                                                                                                عابدين الفردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تضمين الرسالة أدناه

وصلى الله على الهادى الأمين